Bandu2.com saherayi » الصحراء العرب - the blog of azergui Log in

Create A Blog!

saherayi
saherayi : الصحراء العرب

منتدى سياسي مهتم بقضيا الامة العربية


** Share the blog **

General information

Address: http://saherayi.bandu2.com

Creation: 19/04/2010 16:17
Update: 19/04/2010 16:43
Articles 4
Images 1
Visits of the week 547
Total visits 285

قنبلة العرب النووية.. حقيقة ملموسة أم أضغاث أحلام؟

saherayi :: الصحراء العرب


azergui has no other blog!

France - azergui
Position: 3802/56779 members

The items are sorted from oldest to most recent!

bandu2 : menu_arrow.gif Article: قنبلة العرب النووية.. حقيقة ملموسة أم أضغاث أحلام؟ - 19/04/2010 16:24

قنبلة العرب النووية.. حقيقة ملموسة أم أضغاث أحلام؟
أثار تلويح الدول العربية خلال القمة الأخيرة بمدينة "سرت" الليبية بإمكانية السعي لامتلاك السلاح النووي إذا لم تلتزم إسرائيل بالمعايير الدولية التي تحد من انتشار هذه الأسلحة ، الكثير من التساؤلات حول هذا التلويح ، فرأي الكثير من المراقبين انه يعبر عن رغبة بعض الدول في امتلاكه، فيما قلل البعض الأخر من ذلك مشيرين إلي أن المسألة لا تعدو كونها مجرد وسيلة للضغط علي إسرائيل للتوقيع علي اتفاقية حظر السلاح النووي.

 

فخلال قمة "سرت" الأخيرة حذرت بعض الدول العربية من الالتجاء لهذا الخيار إذا لم تلزم إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وخضوعها لنظام الضمانات الذي تطبقه الوكالة الدولية للطاقة الذرية والكشف عن حقيقة برنامجها النووي.

 

وأكد القادة العرب أن الأسلحة النووية والاستمرار في حيازتها وتطويرها تمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، وأن استمرار السياسات الأمنية والدفاعية القائمة على حيازة واستخدام السلاح النووي ضد الدول غير النووية لأغراض الردع، تنتقص من مصداقية نظام منع انتشار الأسلحة النووية ومشروعيته.

 

ودعوا مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي المقرر عقده في مايو المقبل في نيويورك، إلى مطالبة إسرائيل بتنفيذ ما تم تبنيه في وثيقة مؤتمر المراجعة عام 2000، بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية دون قيد أو شرط وكدولة غير نووية.

 

ويثار سؤال أساسي ، في حالة عدم توقيع إسرائيل علي اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية وهذا مؤكد لدي الكثير فهل حقا يمكن أن تقوم الدول العربية بإنتاج سلاح نووي ؟ ، وهل يمكن أن نسمع قريبا عن مشروع نووي مشترك نواجه به المشروع الإسرائيلي؟.

 

ومؤخرا،  أكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان أن هناك تعاونا كبيرا بين مصر والأردن في المجال النووي والاستخدام السلمي للطاقة النووية.

 

وأوضح أن أوجه التعاون بين مصر والأردن في المجال النووي يشمل كافة المجالات سواء في استغلال المواد النووية وتبادل الخبرات أو في مجالات المفاعل النووي البحثي وبناء المحطات النووية،مشيرا إلى أن هناك اتصالا مستمرا مع مصر في هذا المجال والاستفادة من الخبرات في البلدين.

 

ودعا طوقان إلى ضرورة أن يكون هناك إستراتيجية نووية عربية مشتركة، معربا عن اعتقاده بأنه من الأفضل ألا تسير أية دولة عربية في هذا المجال منفردة "لأن أية دولة تأخذ خطا معينا في هذا الإطار قد يؤثر على خط الدول الأخرى".

 

وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية إن الأردن تدعو لأن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل وبالذات الأسلحة النووية وهذه سياسة يجب أن تطبق على الجميع.

الكل يملك

 
  الرئيس الايرانى يزور احدى المنشآت النووية    
وبالنظر إلى المشهد الدولي نجد الكثير من الدول التي تمتلك أسلحة نووية أو قدرة على إنتاجها ولا توجد دولة عربية واحدة ØŒ  فالولايات المتحدة وكندا لديها قدرات غير مسبوقة ØŒ  كذلك بريطانيا وفرنسا ØŒ والقدرات الإيطالية والأسبانية غير المفعلة والقدرات السلمية عند كافة الدول الأوروبية بما في ذلك تركيا ØŒ أما في آسيا فهناك الصين والهند وباكستان وكوريا والطموح الإيراني.

 

وجنوب أفريقيا امتلكتها أيام التمييز العنصري وتم إبطالها بعد انتهائه لكن القدرات موجودة، أما في أمريكا اللاتينية فالبرازيل والأرجنتين لديها قدرات متقدمة جاهزة للانطلاق في أي لحظة ، إضافة إلي امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية .. فلماذا يغيب العرب عن النووي ؟ .

 

ويعود الحلم النووي العربي إلى الخمسينيات من القرن الماضي، ومصر كانت أول من حاول تحقيق هذا الحلم في العام 1955، تبعها العراق ثم الجزائر، والمقصود كان إحداث التوازن العسكري المطلوب مع إسرائيل ، وتراجعت الطموحات العربية وتقدم الدور الإيراني، في الوقت الذي تجتاح عدداً غير قليل من الدول العربية موجة نوويّة سلمية

 

ونقل تقرير نشره موقع " تريند نيوز " عن الخبير الأمريكي بقضايا أسلحة الإبادة الجماعية بروفيسور جامعة كارولينا الشرقية جليل روشانديل قوله :" إن غالبية البلدان العربية تريد امتلاك القدرات النووية وتجسيد رغبتها القديمة التي جرى تأجيلها بسبب الصفقات السياسية والدولية".

 

وأضاف : " أما الآن فان الدول العربية تقارن نفسها بإيران، التي تفوقت عليها في مجال التكنولوجيات النووية".

 

وأشار إلى أن تصريحات الجانب العربي تلك تعود للرغبة بتطوير التكنولوجيات النووية لان العرب لا يستبعدون إقامة تعاون نووي بين تركيا وإيران، وعلى حد رأي التقرير فانه ورغم تطابق مواقف الدول العربية وإيران وتركيا بشان جعل المنطقة خالية من السلاح النووي إلا أن المحللين لا يرصدون أفاقا نحو إقامة اتحاد نووي ثلاثي (عربي/إيراني/تركي).

 

ونقل التقرير بهذا الصدد عن البروفيسور رايموند تنتير الذي خدم سابقا في مجلس الأمن القومي الأمريكي إشارته لعدم وجود أفاق لمثل هذا التطور، لان العرب يشعرون بالقلق من القدرات النووية الإيرانية أكثر من شعورهم من القدرات النووي التي لدى دول أخرى بالمنطقة.

 

ويرى المحللون أن إيران أيضا ستدعم المبادرة العربية بتطوير قدراتها وإنتاج أسلحة نووية في المنطقة التي جاءت بمثابة رد فعل على امتناع إسرائيل من الانضمام إلى معاهدة الحظر على انتشار الأسلحة النووية.

 

محاولات علي استحياء

وكانت مصر والعراق أكثر الدول العربية تفكيرا في امتلاك السلاح النووي ، كانت مصر أول من حاول ولوج عالم السلاح النووي حيث تشكلت أول لجنة مصرية للطاقة الذرية عام 1955 ومن ثم أرسلت مصر في العام التالي أول بعثة للتعلم في المجال عام 1956.

 

وتراجع  المشروع النووي المصري بعد نكسة 1967 وذهاب الموارد المالية لبناء الجيش وتجاوز اثار النكسة ØŒ فشهدت فترة السبعينيات تراجعًا مستمرًا في الاهتمام به، خاصة مع توقيع اتفاقيات السلام مع إسرائيل وهجرة معظم علماء الذرة المصريين خارج البلاد، ثم وصل التراجع إلى منتهاه بتصديق مجلس الشعب المصري على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية سنة 1981ØŒ رغم عدم تصديق إسرائيل عليها، وهو الخطأ الإستراتيجي الفادح الذي كررته مصر بالتوقيع على اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية في ديسمبر سنة 1996ØŒ وهو ما اعتبره إعلان رسمي بالتخلي عن الخيار النووي.

 

أما العراق فإن مشروعها أجهض بعد الضربة الجوية الإسرائيلية لمفاعل تموز عام 1981 ومن ثم الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ، كما أن السعودية قد أعلنت، مؤخراً، رغبتها في تطوير مجمع للطاقة النووية.

 

وأشارت صحف غربية أكثر من مرة استنادا إلى مصادر استخباراتية إلى أن السعودية تعمل على تطوير قدرات نووية خاصة بها سراً منذ عام 2003 بالتعاون مع خبراء باكستان ، كما أن ذات المصادر أشارت إلى مساهمة السعودية المالية في المشروع النووي الباكستاني مقابل استفادة الأولى من خبرات العلماء الباكستانيين الذي وفد الكثير منهم إلى الرياض للمساهمة في تعليم وفي مساعدة السعودية ، واتهمت هذه المصادر السعودية ببناء مدينة سرية تحت الأرض لهذه الغاية في منطقة السليل جنوب الرياض.

 

الإمارات أيضا عبرت عن رغبتها في تطوير قدرات نووية لغايات سلمية. قيل إن سورية كان لديها طموح حتى أن القصف الإسرائيلي لسورية عام 2007 قيل إنه استهدف مفاعلاً نووياً في منطقة الكوبر.

 

مشروع عربي مشترك

 

 
  السفير عبدالله الاشعل    
وحول إمكانية وجود مشروع نووي عربي ، يؤكد الدكتور عبد الله الأشعل أستاذ في القانون الدولي في الجامعة الأمريكية علي ضرورة إن يكون هناك مشروع عربي مشترك في مواجهة المشروع الإسرائيلي ، مشيرا إلي قدرة العالم العربي ذلك فهو يمتلك العلماء والثروات ولكنه يفتقد الجرأة في مواجهة أمريكا وإسرائيل .

 

ويقلل الأشعل في الوقت نفسه من أهمية السلاح النووي ، مشيرا إلى مخاوف إسرائيل المستمر من إمكانية زوالها ومن زوال من يساندها هو الذي يجعلها تتمسك بالبرنامج النووي.

 

ويؤكد أن الصواريخ الآن أصبحت سلاح ردع مما يقلل من أهمية وجود قوات للجيش المصري في سيناء بمقتضى اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين، التي لا تسمح سوى لعدد محدود من القوات المصرية بالانتشار هناك.

 

ويوضح أن وجود مشروع نووي مشترك حق للعرب حتى أن كان سلميا لأنه يقدم رسالة إلى المجتمع الدولي ليضع حدا لسباق التسليح النووي وإن امتلاك إسرائيل للسلاح النووي يعطي الأحقية للجميع في امتلاكه.

 

بدوره ØŒ يقول الدكتور عبد العاطي بدر نائب رئيس هيئة الموارد النووية أن امتلاك العرب لمشروع قومي نووي يساعد في تعميق مفهوم الوحدة العربية المفقودة حتى وان كان في مجال تحلية مياه البحر واستخدامه في أغراض عديدة خاصة أن الكثير من الدول تعاني من نقص المياه والبعض الأخر يعاني من الندرة  .

 

 ÙˆÙŠØ³ØªÙ†ÙƒØ± بدر التحركات البطيئة للعالم العربي تجاه ذلك المشروع، ورضوخها للضغوط الصهيوأمريكية في عدم إتمام ذلك المشروع، مشيدا في الوقت ذاته بدولة الإمارات التي أعلنت عن تشغيلها لأول محطة نووية عام 2017 القادم.

 

ويؤكد علي ضرورة تمسك الدول العربية وفي مقدمتهم مصر بحقها في امتلاك السلاح النووي ، مستشهدا بالمشروع النووي الباكستاني، والنووي الإيراني الذي تحدى كافة الصعوبات وقام باستكمال مشروعه على أكمل وجه، حتى أصبح من العسير على أي جهة إيقافهم حتى لو كان الكيان الصهيوني.

 

ويستنكر في الوقت نفسه إخضاع المشروع النووي المصري تحت رقابة صارمة رغم عدم تجاوز المراحل الأول للمشروع ، وعدم القدرة علي الحديث عن البرنامج الإسرائيلي .

 

مصر والهند

 

 
  خريطة لمكان محطة الضبعة المزمع انشاؤها فى مصر    
وشاركه الرأي الدكتور يسري أبو شادي رئيس قسم الضمانات بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وكبير مفتشي الوكالة سابقا ØŒ منتقدا التراجع العربي في الدخول إلي النادي النووي وخاصة مصر ØŒ  مشيرا إلى أن مصر والهند بدأتا المشروع النووي في نفس الوقت في الخمسينيات، إلا أن دولة الهند الآن تفوقت وأصبح لديها ما يزيد عن 20 مفاعلاً نوويًّا، في الوقت الذي ما زالت فيه الحكومة المصرية تعد الدراسات الأولى لبرنامجها النووي.

 

ويؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تعرض إسرائيل للخطر وتترك إيران تستكمل برنامجها النووي، مشيرًا إلى أن العقوبات التي تحاول الولايات المتحدة فرضها على إيران لن تؤثر عليها.

 

ويشير إلي أن إسرائيل لديها حرية مطلقة ولا يسمح لأي مسئول في مجلس الأمن أو في واشنطن أن يذكر كلمة في حقها ، موضحا أن في المقابل العالم العربي يخشى حتى الحديث عن حقها في التساوي مع إسرائيل.

bandu2 : menu_arrow.gif Article: لغز سقوط بغداد .. اعترافات وفضائح - 19/04/2010 16:36

لغز سقوط بغداد .. اعترافات وفضائح  

  

 
  آخر ظهور لصدام قبل سقوط بغداد    
بعد مرور 7 سنوات على احتلال العراق ، مازال اللغز الذي يشغل الجميع هو لماذا انهارت بغداد كأحجار الدومينو عندما وصلت القوات الأمريكية إلى أطرافها في 9 إبريل عام 2003 ؟.

فالعراقيون على اختلاف مآربهم لم يكن يساورهم أدنى شك فى أن بغداد ستنتفض مقاومة عندما يقترب الغزاة من أطرافها خاصة وأن الرئيس الراحل صدام حسين طوال أشهر سبقت الحرب كان يتغنى ليل نهار بأن بغداد ستكون مقبرة للغزاة في ضوء ما تتمتع به من تحصينات وحشود عسكرية وترسانة أسلحة كبيرة .

وما ضاعف المرارة في قلوب العراقيين والعرب أن قرية صغيرة فى جنوب العراق هى أم قصر ظلت تقاوم قوات الاحتلال مدة أسبوعين فى حين لم تقاوم بغداد أبدا ، وفجأة اختفت قوات الحرس الجمهورى والجيش العراقى من العاصمة وذهل العالم وهو يرى قوات الاحتلال تسقط تمثال صدام حسين فى ميدان الفردوس الشهير بوسط بغداد في 9 إبريل وكانت الصدمة المروعة عندما نقلت الفضائيات مشاهد النهب والسرقة تحت أعين الغزاة والتي لم تقتصر على المحلات العمومية والخاصة بل طالت كذلك رموز الهوية الوطنية مثل المكتبات والمتاحف .

وأطل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بعد السقوط المدوى ليتوجها برسالة إلى الشعب العراقي يرددان فيها ما دأب الاستعماريون القدامى والجدد على قوله كلما دخلوا بلدا جديدا وأخضعوا شعبه بالقوة الغاشمة وهو الادعاء أن "جيوش التحالف" لم تدخل العراق غازية بل "محررة" وبشرا الشعب العراقي بـ"الديمقراطية" وبـ"إعادة البناء" ، إلا أن القصف الجوى الوحشى الذي أودى بحياة آلاف العراقيين الأبرياء ونتج عنه تدمير المدن والقرى والبنية التحتية ونهب الهوية وطمس الذاكرة من خلال استهداف المكتبات والمتاحف هي جرائم فضحت أكاذيب الاحتلال منذ وطأت أقدامه أرض العراق في 20 مارس 2003 .
 
وتعددت الروايات حول ماحدث في 9 إبريل ، ففى الوقت الذي ادعى فيه بعض قادة الجيش العراقى أن سياسة وخطط صدام هي التى أدت إلى احتلال العراق بذلك الشكل " المهين " ، ألقى صدام من جانبه اللوم على الخونة دون تحديد وأشار فى رسالة بعث بها من مخبئه فى 30 إبريل 2003 وأذاعتها القنوات الاخبارية العربية إلى أن الخيانة كانت وراء سقوط بغداد، قائلا :" لم ينتصروا عليكم يا من ترفضون الاحتلال والذل ويا من فى قلوبكم وعقولكم العروبة والإسلام إلا بالخيانة."
 
وفي الذكرى السابعة لسقوط بغداد ، نستعرض أبرز الروايات حول لغز السقوط المدوى على أمل التوصل لإجابة التساؤلات التالية : لماذا اختفى الجيش العراقى فجأة وسقطت بغداد بدون قتال في 9 إبريل؟ وهل كان الانهيارالمفاجئ بسبب خيانة بعض قادة الجيش؟ أو خيانة المحيطين المقربين لصدام؟ أو أنه نتيجة تخاذل صدام نفسه؟ .

مسئولية الرئيس 

 
  بوش وصدام    
والبداية كانت مع مقابلات أجرتها صحيفة الشعب اليومية الصينية في 9 إبريل 2004 أي في الذكرى الأولى لسقوط بغداد وأشار خلالها عدد من العسكريين العراقيين إلى أن الجيش العراقى كان مكونا من وحدات يائسة ليس لها قيادة مركزية إذ أمر بعض القادة جنودهم بعدم القتال فيما جرى إخفاء الطائرات المقاتلة العراقية بأمر من صدام بجانب أن الرادارات والبطاريات كانت معطلة أو تعمل بنصف طاقتها.

ووفقا للعسكريين العراقيين ، فقد كانت الخطة التى وضعها صدام وأصبح كل عراقى على علم بها أن القوات الأمريكية عندما تحاول دخول بغداد سيدمرها فى حرب الشوارع لكن أحدا من الضباط والجنود لم يكن يثق بهذه الخطة التى ثبت فيما بعد فشلها .

وكشف اللواء عبد الكريم عبد الرزاق أحد قادة الجيش العراقى في هذا الصدد أنه جمع من تبقى من جنوده فى صباح السابع من إبريل وكانوا مرهقين ومتعبين جدا ، في وقت كان فيه الطيران الأمريكى يقصف والقوات الأمريكية تتقدم والجيش العراقى يتلقى أوامر بمواصلة القتال .

واستطرد يقول :" عندما أصبح واضحا أننا فقدنا السيطرة أصدرت أمرا لجنودي بالانسحاب لأن بقاءهم يعني موتهم " ، موضحا أن القوات العراقية انهارت من الداخل فى الأيام الأخيرة من الحرب حيث فر الجنود من وحداتهم ورفض الضباط دفع جنودهم إلى موت أكيد على أيدى تكنولوجيا متفوقة للقوات الأمريكية.

وفى السياق ذاته ، قال العميد حسن جبانى إن 70 بالمائة من جنوده لاذوا بالفرار فى الثالث من إبريل ، مشيرا إلى أنه أدرك عدم وجود أية فرصة بالفوز فتركهم يذهبون.

ونقلت الصحيفة الصينية عن عسكريين عراقيين آخرين قولهم إن انهيار الجيش العراقى تم ليس بسبب الضربات الأمريكية فحسب لكن بسبب طريقة بناء الجيش وانعدام الثقة والممارسات القمعية خاصة بعد أن خسر صدام حرب الخليج عام 1991 حيث فقد ثقته بجيشه النظامى وبدأ ببناء قوات متخصصة تعمل خارج نطاق الجيش النظامى .

وقال اللواء ياسين محمد الجبورى فى هذا الصدد إن صدام خلق جيوشا صغيرة لحماية عشيرته ومصالحه لأنه كان خائفا من أن يتمرد الجيش النظامى عليه كان صدام يكلفهم بواجبات يصعب إنجازها ثم يغدق عليهم الهدايا، ما جعلهم يزودونه بتقارير مبالغ فيها وكاذبة مثلما حدث بالنسبة الى المدفع العملاق الذى لم يتجرأ أى من الضباط أن يخبر صدام بأن المدفع لن يعمل .

وأضاف أن الأخبار التى وردت من الجنوب فى بداية الحرب كانت مشجعة ورفعت من معنويات الجنود لكن بعد وصول القوات الأمريكية إلى مطار بغداد انهارت معنويات الجنود، وهرب نصفهم، بينما اختفى الآخرون فى بنايات مهجورة قرب طريق المطار.
 
وفي مقابلة مع فضائية العالم الإيرانية في 7 إبريل 2004 ، كشف اللواء مزهر طه الغنام وهو ضابط ركن في وزارة الدفاع العراقية خلال الحرب أن وزارة الدفاع منعت من التخطيط وإدارة معركة بغداد رغم أنها هي المعنية بذلك ، قائلا :" لم يسمح لوزارة الدفاع أن تخطط للدفاع عن بغداد ولا أن تدير معركتها لذلك كان دور الوزارة ثانويا وأوكلت هذه المهمة إلى الحرس الجمهوري وكان يشرف على الحرس الجمهوري ويقوده قصي نجل الرئيس السابق وهذا الرجل لم يكن عسكريا إنما هو خريج كلية القانون ".
 

وتابع " قبل أكثر من سنة من الحرب أعدت وزارة الدفاع العدة وحولت مدن العراق إلى وضع يسهل الدفاع عنه من ناحية التعبئة والإعداد على الارض وتهيئة مواضع دفاعية متعاقبة وتوزيع أكداس العتاد ومواد تموين القتال ووضعت الخطط الدفاعية للدفاع عن جميع مدن العراق وحسبت حسابات كثيرة من ضمنها التخلي عن بعض المدن ذات الأهمية الثانوية والتركيز على الدفاع عن المواقع ذات الاهمية الاستراتيجية المهمة وحسب أهمية هذه المدن وقسم العراق إلى مناطق لتلافي حالة انقطاع الاتصالات وتم تعيين قادة لهذه المناطق ولكن مع الأسف أن القادة لم يكونوا قادة عسكريين إنما كانوا يتمتعون بصفة سياسية".

وأضاف الغنام قائلا :" هناك مبدأ عسكري هو يجب عدم زج الوحدات قبل تنظيمها وتدريبها وتهيئة الإسناد الإداري والناري لها فعندما لاتكون هذه الأمور مهيأة تجد الوحدة العسكرية نفسها في حرج ولا تتمكن من أن تؤدي واجبها وهذا ما حصل ، إن القوات المهاجمة تقدمت من محاور لاتوجد فيها الوحدات بكثافة واستفادت من قدراتها على الاستطلاع كذلك كان لديها متعاونون بشكل كبير من خارج العراق أو داخله ، الوحدات العسكرية للحرس الجمهوري وجدت نفسها مشلولة ولم تتمكن من تأدية دورها في الدفاع عن بغداد ووزارة الدفاع كانت ممنوعة من قبل القيادة السياسية أن تدير معركة بغداد".

وشدد على أن هناك أسبابا أخرى أدت إلى هذا الانهيار السريع وهي ضعف الأداء والإهمال والتقصير في أمور كثيرة منها ضعف القيادة وعدم تهيئة مواضع دفاعية بشكل صحيح وعدم تهيئة مسرح العمليات بشكل صحيح وهذا أدى إلى إرباك الوضع العام ، وتساءل " كيف يقاتل الجندي الذي لايوجد لديه موضع للقتال؟ إذا لم تكن منظومة موانع امامه كيف يقاتل؟ إذا لم يوجد اسناد ناري كاف له كيف يقاتل؟ إذا لم يكن إسناد إداري ولاتوجد خطة واضحة كيف يقاتل وحتى الوحدات التي تأتي للتعزيز تتنقل في تلك الظروف الصعبة وتقطع مئات الكيلومترات وتصل إلى بغداد ولا تجد مكانا تقاتل فيه فهذا أدى إلى إرباك وضعف في الأداء ".

وأشار الغنام أيضا إلى أن ما حصل من تناقضات في القيادة ومنع القادة العسكريين المحترفين من أداء دورهم يعود إلى أسباب أمنية لأن صدام كان يخشى من الانقلاب العسكري لذلك لم يقوموا بواجباتهم الرئيسية في الدفاع عن بغداد ، وقال :" إن الحرس الجمهوري لم يكن له قائد وهو تشكيلة غريبة علينا كعسكريين" .
وأضاف " كان للحرس الجمهوري رئيس أركان وعين قصي صدام مشرفا عليه باعتباره القائد وحسب معلوماتي أن رئيس الأركان لايمتلك القرار الحقيقي للتصرف بالحرس وإنما القرار الحقيقي بيد المشرف وهو رجل مدني يمتلك خبرات قليلة وفي تقديري أن الحرس الجمهوري لم تتوفر له القيادة المناسبة ولم تهيأ له الظروف المناسبة للدفاع عن بغداد ووزير الدفاع لم يكن يمتلك الصلاحيات اللازمة ولا يستطيع أن يصدر أمرا يتعارض مع توجيهات قائد المنطقة الجنوبية علي حسن المجيد أو قائد المنطقة الشمالية عزة الدوري أو غيرهم لذلك فان القادة العسكريين كانوا مقيدين ومهمشين".

وواصل الغنام حديثه قائلا :"حسب علمي أبلغ قصي وزير الدفاع بأن الدفاع عن بغداد مهمة الحرس الجمهوري وأن وزارة الدفاع ما عليها إلا أن تكون متفرجة في هذا الجانب"، مشددا على أن وزارة الدفاع كانت على ثقة أن الإجراءات المناسبة لم تتخذ للدفاع عن بغداد .

وعن معركة المطار التي اعتبرت بداية الانهيار ، قال الغنام :"في وزارة الدفاع ومنذ الأيام الأولى قلنا لهم (القيادة ) إن أول هدف سيهاجم في بغداد هو المطار الدولي وكان لدينا وضوح تام بهذا الموضوع لأننا كنا نضع أنفسنا مكان المهاجم".

رواية هيكل
 

 
  العلم الأمريكي فوق تمثال صدام    
ومن جانبه وفي إحدى حلقاته على فضائية "الجزيرة" ، كشف الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل أنه والأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى العراق اطلعا على رسالة كتبها الدبلوماسي العراقي السابق نزار حمدون والذي كان ضمن قلائل يلتقون صدام ويتحدثون معه بصراحة وتروى الرسالة حوارا بين صدام ونزار قبل الحرب مباشرة يقول فيه صدام : "الغزو سوف يحدث لكن الحرب الحقيقية أو القتال الحقيقي سوف يكون بعد ذلك فأنا أعرف الشعب العراقي وأمريكا لا تعرفه".
 
وعلق الكاتب الصحفى محمود المراغى في مقال له بصحيفة "العربى" المصرية في 15 أغسطس 2004 على رواية هيكل قائلا : "إنها تعنى أن الغزو قادم ولا مفر منه وأن القوة العراقية لا تستطيع الصمود حتى النهاية لتحول دون وقوع الاحتلال وأن حربا حقيقية أو قتالا حقيقيا سوف يعقب ذلك فهذه هى طبيعة الشعب العراقى الذى خاض معارك كثيرة وبشراسة واضحة ".

ووفقا للمراغى ، فإن الأرجح أن أمرا قد صدر بإيقاف القتال من جانب واحد هو الجانب العراقى وأن ذلك الأمر كان يعنى اختفاء الأفراد والأسلحة ليتم استئناف الحرب بعد ذلك وعلى هذا النحو فإن الحرب مازالت معلقة لم يتم حسمها رغم ما بدا من مشهد درامى تابعه العالم على شاشات التليفزيون حين اختفى الجنود ثم اختفى التمثال ثم ارتفع العلم الأمريكى.

واستطرد يقول :" نعم الحرب لم تنته لحظة الغزو والحرب الممتدة حتى الآن وطبقا لرواية هيكل ما هى إلا تعليمات قد صدرت يوم 9 إبريل ". وأضاف المراغى أن الجيش العراقى والحرس الجمهورى وفدائيى صدام الذين بلغ عددهم نحو نصف مليون خرجت الغالبية العظمى منهم سالمين خلال القصف الجوى الأمريكى العنيف كما أن ترسانة الأسلحة الضخمة ظلت قائمة فى جزء كبير ، بالإضافة إلى أن الجيش العراقى المنتشر والمتخفى والذى أخذ بالتأكيد أشكالا تنظيمية مختلفة ولا مركزية، هذا الجيش مازال يحتفظ بوسائل تطوير وتصنيع أسلحته فى حدود المهام المنوطة به الآن وهى: الحرب الشعبية التى تستخدم أسلحة تتخطى ما تسميه أسلحة فردية إنهم يملكون الصواريخ ومضادات الطائرات والدبابات وهم يوقعون بجيش الاحتلال الكثير من الخسائر والتى قد تكون فى جانبها المادى أكثر من جانبها البشرى.

وبناء على ما سبق ، رجح المراغى أن الجيش العراقى هو عماد المقاومة وأن لأفراده القدرة على الاختراق والقيام بعمليات استخباراتية يعرفون من خلالها تحركات وأسرار العدو حتى أن كبار القادة مثل بريمر وجون أبى زيد كادوا يقعون فى الشباك لولا الصدفة ، والقدرة على وضع خطط حربية خالصة تختلف فى نوعياتها عما تقدمه عناصر فدائية استشهادية لا تملك غير حزام ناسف يودى بحياتها وقد يودى بحياة الآخرين بل انها تختلف عما يقدمه البعض من سيارات مفخخة على طراز الحرب اللبنانية، والقدرة على المواجهة والقتال والاحتفاظ بالمواقع الحصينة.

واستطرد قائلا :" هكذا فإننا أمام جيش كان نظاميا ومازال على قدر من نظامه وإن كان الأرجح ان مركزيته قد انتهت بسبب الظروف التى يعمل فيها . ومقاومة الجيش لاتنفى وجود تنظيمات غير منتمية للجيش السابق فنشوء حركة مقاومة أو حركة تحرير شعبية أمر منطقى ووارد بل هو قرين كل احتلال كما أنها لاتنفى وجود عناصر متطوعة وافدة من خارج الحدود بدافع قومى أو إسلامى".

ويبدو أن قصة الخيانة بحسب المراغى وهيكل ونزار حمدون ليست هي القصة الحقيقية أو الرئيسية وأن سقوط بغداد كان بفعل فاعل عراقى رأى أن بغداد سوف تدمر وأن القرار الصحيح ليس الاستسلام وليس مواصلة الحرب وإنما الاختفاء والانتشار ثم إعادة الكرة فى وقت لاحق ، أى أنها الحرب المؤجلة والممتدة .

الخيانة هي السبب

 
  قوات الاحتلال وهي تسقط تمثال صدام    
وفي المقابل ، نشرت صحيفة "الوطن" العمانية في أواخر إبريل 2003 رواية بعثية عما حدث في معركة سقوط بغداد أوضح خلالها الدكتور قاسم سلام عضو القيادة القومية لحزب البعث المنحل أن معركة المطار كانت هي المعركة الفاصلة في الحرب بل هي "أم الحواسم" كما أسماها ، غير أنه سبقها ظهور بوادر تململ في صفوف الجيش العراقي في البصرة ، حيث عمد بعض كبار الضباط إلى تصرفات تهدف إلى التخلص من الفدائيين والمتطوعين العرب.

وتابع " عندما تم الإنزال الأمريكي في مطار صدام الدولي امتنع الحرس الجمهوري عن التوجه للقتال في المطار ، ما دفع الرئيس صدام حسين إلى قيادة إحدى كتائب الحرس شخصيا ، مستقلا الدبابة الأولى التي هاجمت القوات الأمريكية في المطار مسنوداً بقوات المتطوعين العرب والفدائيين، حيث تمكن بهذه القوات من قتل العشرات من الجنود الأمريكيين قبل انسحابهم ، رغم أن طيران الجيش امتنع عن توفير غطاء جوي له".

ووفقا للمسئول البعثى السابق أيضا ، فإنه بعد هذه المعركة الفاصلة التي حسمت لصالح العراق، وبدلا من أن ترتفع المعنويات ، بدأ فصل جديد من المؤامرة تمثل في ازدياد كثافة عمليات إنزال أعداد محدودة من الدبابات الأمريكية داخل مواقع متعددة داخل بغداد وإنزال أفراد معارضة عراقية بواسطة المروحيات الأمريكية كانوا جاءوا من خارج العراق ليقوموا بإلقاء الورود على المحتلين ونهب المؤسسات العامة بدءا من الثامن من إبريل بهدف خلخلة الجبهة الداخلية للعراق.

وأضاف " ترافق هذا مع شائعة مقتل الرئيس صدام حسين بعد توقف الإذاعة والتليفزيون العراقيين ومهد كل ذلك للنهاية المأساوية المتمثلة في تخاذل قيادة الصف الأول في الحرس الجمهوري التي أعطت تعليمات لقادة الصف الثاني مرروها بدورهم نزولا إلى الجنود تفيد بانتصار الأمريكان وانتهاء المعركة ووجوب الانسحاب والاختفاء استعدادا للمعركة المقبلة طويلة الأمد مخلفين وراءهم أسلحة تكفي لخوض حرب تستمر لسنة ونصف".

واستطرد عضو القيادة القومية لحزب البعث المنحل قائلا :" إن الجيش وكذلك الحرس الجمهورى لم يخوضا المعركة الإستراتيجية في بغداد ، التلاعب بدأ في البصرة وقد رويت لي بعض الروايات من قبل بعض الرفاق تقول إنه في احدى المواجهات التي وقعت في البصرة ، كان هنالك ثلاثة من الفدائيين العرب واثنان من العراقيين هوجموا وتمت السيطرة عليهم وأسرهم من قبل القوات الأمريكية وعندها خاطب أحد الفدائيين ضابطا في الجيش العراقي ، متسائلا: كيف يأسرون رفاقنا ونحن نتفرج..؟! أجابه الضابط: ما عليك..! ، هنا قام الفدائي بإطلاق الرصاص من رشاشه على السيارة الأمريكية التي كانت تقل الفدائيين الخمسة كأسرى ما أدى إلى انقلابها وتم تحرير الأسرى وانضم المقاتلون العراقيون إلى الفدائي العربي وحرروا الفدائيين الأسرى وقتلوا الجنود الأمريكان الذين كانوا قد أسروا الفدائيين".

وأضاف " هذه الرواية تشكل مؤشراً إلى أن هذا الضابط العراقي كان يريد ايهام الفدائيين بوجود كمين غير مرئي للجيش العراقي سيقوم باعتراض السيارة الأمريكية التي كانت تقل خمسة من الفدائيين أسرى في حين أنه كان يكذب ، كان يريد للأمريكان أن يأسروا الفدائيين العرب ، إزاء حالة التململ التي بدأت في صفوف قادة الصف الأول في الجيش بدأنا نشعر بوجود ثغرة في السيطرة".

واسترسل المسئول البعثى السابق قائلا :" وفي معركة المطار ، طلب صدام حسين تغطية عمليات الكتيبة التي يقودها من قبل طيران الجيش ، لكن طيران الجيش لم يحضر، ما جعل الدبابات العراقية مكشوفة، وصدام حسين مكشوفاً ، غير أن السماء وفرت الغطاء له إذ ثارت عاصفة رملية لم يعرف العراق مثلها من قبل وشكلت هذه العاصفة ستاراً لكتيبة الحرس الجمهوري التي يقودها صدام حسين ، إلى جانب الظلام الدامس الذي ساد في الحادية عشرة من مساء السادس من إبريل جاءت العاصفة الرملية لتكمل انجاز مهمة ستر الكتيبة العراقية التي يقودها صدام ".

وواصل قاسم سلام اعترافاته قائلا :" فوجئت القوات الأمريكية بقوات من الفدائيين العرب تهاجمهم في المطار، وبصدام حسين على رأس كتيبة دبابات فوق رؤوسهم ولم تبق تلك المعركة أحدا من افراد القوات الأمريكية في المطار، لقد دمر كل ما كان موجوداً من القطع العسكرية والأسلحة والبشر وحاولت أمريكا التقاط أنفاسها عبر سحب بعض الجرحى والهرب من ذلك الجحيم بواسطة طائراتها التي حلقت في السماء وقد تم تحرير المطار كما تم تحرير أبو غريب وعاد الرئيس إلى نفق الشرطة وتمت تصفية الدبابات التي أنزلت هناك وكذلك الدبابات التي أنزلت في ساحة الاحتفالات وكان عددها ست دبابات وعلى ذلك فقد كان كل شيء يوم السابع من ابريل تحت السيطرة".

وفي تفسيره لأسباب انقلاب الموازين منذ 7 إبريل ، قال المسئول البعثى السابق :" فجأة ، اختفى الحرس الجمهوري الذي كان متحصنا في البساتين، وذلك جراء تعليمات من قادة الصف الأول في الحرس إلى قادة الصف الثاني بإبلاغ أفراد الحرس بأنه كي نتمكن من تنظيم المواجهة في معركة مفتوحة طويلة الأمد فإن أفضل ما يمكن فعله الآن هو الاختفاء ، إضافة إلى ذلك ، فقد تم ترويج شائعة تقول إن صدام حسين قد قتل إلى أن ظهر يوم 8 إبريل في الوزيرية والكاظمية وظهر لهم ثانية في اليوم التالي في شارع 14 رمضان ، لكن حالة التململ التي بدأت في الصف القيادي الأول في البصرة انتقلت إلى بغداد ما تسبب بالسقوط السريع لبغداد".

وشدد قاسم سلام في هذا الصدد على أن أعمال النهب نفذها رجال المعارضة الآتون من الخارج والذين نجحوا في استقطاب بعض العناصر الداخلية ، قائلا " لكن الذين كانوا يتقدمون الصفوف هم الآتون من الكويت والسعودية وبلغاريا ورومانيا وبولندا وتشيكوسلوفاكيا وإيران ، لقد دخل خمسة آلاف مسلح من إيران".

واستطرد " لقد تعامل الفدائيون بقسوة مع منفذي أول عملية نهب وعند ذلك تدخلت الدبابات الأمريكية لحمايتهم ، كان يتم تسيير دبابات أمريكية على شكل دوريات في المناطق المستهدفة بالنهب أو يتم وضع دوريات ثابتة من الدبابات على شكل حواجز لتوفر الحماية لمن ينفذون أعمال النهب والحرق وكانت الدبابات تسحب بعد الانتهاء من النهب والحرق" .

واختتم قاسم سلام قائلا :" إن منفذى عمليات النهب لم يتركوا مصنعا أو مؤسسة أو متجراً حكوميا إلا دمروه وكأنهم أرادوا الإنقضاض على كل ما بناه صدام حسين خلال 35 سنة من حكمه للعراق ".

رواية رغد

 
  رغد صدام حسين    
ويبدو أن شهادة رغد الإبنة الكبري لصدام لم تختلف كثيرا عما سبق ، حيث أدلت بعد فرارها للأردن بتصريح لشبكة "سي ان ان" الإخبارية الأم

bandu2 : menu_arrow.gif Article: أوباما يخدع العرب بـ "متسلل" - 19/04/2010 16:40

أوباما يخدع Ø§Ù„عرب بـ "متسلل"  

 

 
  إحياء الفلسطينيين لذكرى يوم الأرض    
في ذروة تصاعد وتيرة عمليات الاستيطان والتهويد في القدس الشرقية والضفة الغربية وبعد أيام من إحياء الذكرى الرابعة والثلاثين لـ "يوم الأرض الخالد" ، فاجأت إسرائيل الفلسطينيين والعرب في 11 إبريل / نيسان بأخطر قرار من نوعه والمقصود هنا إبعاد آلاف الفلسطينيين من وطنهم المغتصب وتقديمهم للمحاكمة بتهمة التسلل .

وما يضاعف من حجم الكارثة أن هذا القرار صدر منذ أكتوبر الماضي وكانت تعلم به السلطة الفلسطينية إلا أنها  لم تتخذ موقفا حاسما تجاهه وركزت فقط على التعامل مع خدعة إدارة أوباما حول المفاوضات غير المباشرة والتي أقرتها فيما بعد لجنة متابعة مبادرة السلام العربية .

ورغم أن القمة العربية الأخيرة أقرت عددا من الخطوات لعقاب إسرائيل دوليا على سياساتها الاستيطانية ، إلا أن هذا التحرك يبدو أنه جاء متأخرا جدا بالنظر إلى أن قرار إبعاد آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية اعتبره كثيرون بأنه بمثابة المرحلة الأخيرة من المخطط العنصري الهادف لإعلان إسرائيل "دولة يهودية" ، بل وإنه قد يكون بداية النهاية لأي وجود فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية وداخل الخط الأخضر في حال لم يكن هناك تحركا جديا لإجهاضه.

كارثة التسلل 

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية كشفت يوم الأحد الموافق 11 إبريل/نيسان عما أسمته بـ"الأمر العسكري" الجديد والذي سيدخل حيز التنفيذ خلال أيام ويمكن جيش الاحتلال من إبعاد الآلاف من المواطنين الفلسطينيين وتقديمهم للمحاكمة بتهمة التسلل إلى الضفة الغربية.

وجاء في الصحيفة أن وزارة الحرب الإسرائيلية كانت أصدرت منذ أكتوبر 2009 أمرا عسكريا تستطيع بموجبه ترحيل آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة وهي بصدد تنفيذه ابتداء من 13 إبريل / نيسان  .

وأضافت " وفقا لهذا الأمر العسكري ، يمكن ترحيل من ينطبق عليه وصف المتسلل من الضفة الغربية إلى القطاع " ، موضحة أن صفة "المتسلل" تنطبق على الكثير من الفلسطينيين الذين انتقلوا للعيش من غزة إلى الضفة الغربية بحثا عن فرص عمل في سنوات "الانتعاش الاقتصادي" التي أعقبت اتفاقية أوسلو ، كما تشمل الفلسطينيين المولودين في قطاع غزة أو ولد أطفالهم في القطاع ومقيمين في الضفة وكذلك الفلسطينيين الذين فقدوا لأسباب مختلفة "حقوق الإقامة في الضفة ، بالإضافة إلى أن الأمر العسكري العنصري يشمل أجنبيات تزوجن من فلسطينيين .

وانتهت الصحيفة إلى القول إن القرار يتسم بالغموض ويسمح للجيش الإسرائيلي باتخاذ إجراءات قضائية ضد من يعتبر متسللا وإذا أدين قد تفرض عليه عقوبة السجن الفعلي لمدة أقصاها 7 سنوات .

 
  الرئيس الفلسطيني محمود عباس    
ويبدو أن الأسوأ لم يقع بعد ، فالقرار المشبوه السابق لن يقتصر فقط على زوجات أو أزواج مواطنين من الضفة الغربية سواء كانوا من سكان غزة أو مواطني دولة أجنبية وإنما سينطبق تعبير "متسللين" أيضا على فلسطينيين من سكان مدينة القدس المحتلة وكذلك فلسطينيين من أراضي 48.

بل إن الأمر الذي يثير المرارة والسخرية في آن واحد هو أن القرار يحول الفلسطيني صاحب الأرض إلى متسلل والمستوطن الغاصب إلى شرعي ، أو بمعنى آخر ، فإن وصف "متسلل" ينطبق على فلسطينيين ولدوا في الضفة الغربية ولا ينطبق على المستوطنين الذي يقيمون في مستوطنات يعتبرها المجتمع والقانون الدولي غير شرعية.

وتبقى الكارثة الحقيقية وهي أن القرار سوف يعاقب كل من يعتبره خطرا على الاحتلال في الضفة بالطرد والإبعاد ، بل وقد يطال السلطة الفلسطينية ذاتها في نهاية المطاف ، وهكذا فإن إسرائيل التي تسابق الزمن لتوجيه الصفعة تلو الأخرى للوجود الفلسطيني في وطنه وأرضه تهدف من خلال تعبير "متسلل" إلى إخلاء الضفة الغربية من مواطنيها من خلال ترحيلهم إلى غزة وبالتالي إعلان إسرائيل دولة يهودية على أراضي 48 والقدس الشرقية والضفة الغربية بل والحديث فيما بعد عن "الوطن البديل في الأردن" لتصفية القضية الفلسطينية تماما .

ولعل ما يدعم ما سبق هو أن إسرائيل اتبعت في الشهور الأخيرة طرقا أخرى لسرقة الأرض الفلسطينية داخل الخط الأخضر من خلال عدد من القوانين الجائرة منها قانون "شارع عابر إسرائيل" لتهويد النقب والمثلث والجليل وقانون "أملاك الغائبين" الذي سيطرت من خلاله على أملاك اللاجئين والنازحين الفلسطينيين.

هذا بالإضافة إلى أنه نشطت في المدن العربية داخل الخط الأخضر حركات يمينية متطرفة تحرض ضد العرب وترفع شعار تهويد تلك المدن في تكريس لسياسة "الترانسفير" التي قامت بها العصابات الصهيونية في سنة 1948 وما بعدها لطرد المواطنين العرب من بيوتهم ومدنهم وقراهم.

وأمام ما سبق ، فإن الأمر العسكري الإسرائيلي لا يعتبر فقط الأكثر عنصرية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وإنما هو سياسة تطهير عرقي مقننة وتحظى سرا بدعم القوة العظمى في العالم ، فمخطيء من يعتقد أن تصاعد وتيرة الاعتداءات على المسجد الأقصى وعمليات الاستيطان في القدس الشرقية بشكل غير مسبوق بل وقيام إسرائيل أيضا بعملية قرصنة للتراث الفلسطيني بالإعلان عن ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح في الضفة الغربية لقائمة التراث اليهودي ، هي أمور تمت دون موافقة واشنطن .

الصفقة السرية

 
     
بل إن إقرار مشروع قانون الرعاية الصحية في مجلس النواب الأمريكي في مارس/آذار الماضي ما كان ليحدث لولا التنازلات الكبيرة التي قدمها أوباما  لإسرائيل وخاصة فيما يتعلق بالصمت تجاه تسارع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

ففي 18 مارس / آذار وقبل أربعة أيام من إقرار مشروع القانون ، خرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتصريحات مستفزة للفلسطينيين والعرب عندما نفى وجود أزمة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل رغم تعمد حكومة نتنياهو إهانة نائبه جو بايدن بالإعلان عن بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية خلال زيارته للمنطقة في منتصف مارس .

وأضاف أوباما في حديث لقناة " فوكس نيوز" الأمريكية " الإعلان الذي تزامن مع زيارة جو بايدن إلى المنطقة وإن كان لا يساعد في عملية السلام ، إلا أن إسرائيل من أقرب الحلفاء لواشنطن وهناك علاقة خاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لن تتلاشى ، أمن إسرائيل شيء مقدس للغاية ، الأصدقاء يختلفون في بعض الأحيان ".

ولم يقف تقديم التنازلات عند ما سبق ، حيث كشف أوباما أيضا أن الولايات المتحدة ستسعى إلى فرض "عقوبات مؤثرة" لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي ، مؤكدا أن منع إيران من حيازة سلاح نووي هو أحد أهم أولويات إدارته وأنه حقق نجاحا في إقناع المجتمع الدولي بعزل إيران.

وقبل ساعات من إقرار مشروع قانون الرعاية الصحية وتحديدا في 21 مارس ، وجه نتنياهو إهانة جديدة إلى الإدارة الأمريكية عندما استقبل المبعوث الأمريكي جورج ميتشل بالإعلان أن الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية المحتلة هو مثل البناء في تل أبيب وهو سيستمر كما كان خلال الأعوام الاثنين والأربعين الماضية.

تصريحات كلينتون

 
  أوباما وكلينتون وميتشيل    
وبدلا من انتقاد التصريحات السابقة ، فوجيء العرب بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وهي تكافيء اللوبي الصهيوني على تمرير مشروع قانون الرعاية الصحية عبر اتهام مسئولين فلسطينيين بالتحريض على "العنف" من خلال ما أسمته عرضهم الخاطئ لافتتاح "كنيس الخراب" في القدس الشرقية المحتلة.

وقالت كلينتون في 22 مارس أمام المؤتمر السنوي للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية "ايباك" التي تعتبر أكبر جماعات الضغط السياسي المدافعة عن المصالح الإسرائيلية في الولايات المتحدة :" إن عرضهم الخاطئ والمتعمد للتدشين الجديد لكنيس في الحي اليهودي بمدينة القدس القديمة ودعوتهم للدفاع عن المواقع الإسلامية القريبة منه هو مجرد تحريض بحت على العنف".

وأضافت قائلة :" إن تلك الاستفزازات سيئة ويجب إدانتها لأنها تؤجج التوترات بدون طائل وتعرض إمكانية التوصل إلى سلام حقيقي للخطر".

التصريحات السابقة تؤكد أن أوباما الذي تراجعت شعبيته بقوة في الآونة الأخيرة خدع العرب عبر الحديث المتكرر عن رغبته في استئناف عملية السلام وسرعان ما ظهر وجهه الحقيقي عندما تنكر لموافقة لجنة متابعة مبادرة السلام العربية على اقتراحه بإجراء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل ، بل وأعطى أيضا الضوء الأخضر للأخيرة وإن كان سرا لمواصلة الاستيطان في القدس الشرقية وتسريع خطى مخطط التهويد ، مقابل مساعدته في تمرير مشروع قانون الرعاية الصحية الذي كان يمثل دعامة أساسية لبرنامجه الانتخابي ويعتبر أكبر نصر سياسي يحققه منذ انتخابه قبل 16 شهرا.

والخلاصة أن أوباما حاول استعادة شعبيته من خلال صفقة سرية أبرمها مع إسرائيل وتنص على التغطية على جرائم الاستيطان والتهويد مقابل تمرير قانون الرعاية الصحية ورفع شعبية الديمقراطيين قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر الماضي ، فهل يعي العرب أبعاد المخطط الكارثي قبل فوات الأوان ؟ .

bandu2 : menu_arrow.gif Article: خبراء : قطع العلاقات الموريتانية الإسرائيلية أحرج الأنظمة العربية - 19/04/2010 16:42

خبراء : قطع العلاقات الموريتانية الإسرائيلية أحرج الأنظمة العربية

 

 

 

 
  مطالب شعبية بقطع العلاقات مع الكيان الصهيونى    
مع تواصل الاعتداءات الإسرائيلية علي المقدسات العربية والإسلامية في ارض فلسطين المحتلة ØŒ ومع توالي المجازر واحدة ضد الشعب الفلسطيني ØŒ كثيرا ما نسمع مطالب القوي الشعبية داخل البلاد العربية لحكوماتها بضرورة قطع العلاقات مع سلطات الاحتلال ØŒ ودائما ما تواجه بعدم الاستجابة أو عدم الاهتمام بالرد ØŒ ولكن فجأة أعلنت جمهورية موريتانيا رسميا قطع علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل بشكل نهائي وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول دوافعها في ذلك ØŒ إضافة إلى مطالبات بأن تتخذ باقي الدول العربية إجراءات قطع العلاقات مع الكيان الغاصب، فقد أعلنت وزيرة الخارجية الموريتانية ألناها بنت حمدي ولد مكناس  أن بلادها قد قطعت "نهائيا" علاقاتها مع إسرائيل ØŒ ردا على اتهامات المعارضة للحكومة بأن العلاقات التي تم تجميدها ما زالت قائمة، وأن نظام الرئيس ولد عبد العزيز "يضلل الشعب الموريتاني، ويتكتم على هذه العلاقات".

 

وقد علقت موريتانيا في يناير 2009 علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل احتجاجا على الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة وأسفر عن سقوط أكثر من 1400 شهيد فلسطيني ، وأغلقت سفارة إسرائيل في نواكشوط بعد ذلك وطردت موظفيها.

 

يشير محللون إلى أن الاتصالات بين موريتانيا وإسرائيل بدأت نهاية التسعينيات في ظروف خاصة بدأ فيها الرئيس الموريتاني بعدها يفقد الثقة في أصدقائه التقليديين من الفرنسيين ويتطلع إلى حماة جدد.

ويرجع البعض الآخر هذه العلاقات إلى عام 1995 عندما انطلقت مسيرة التطبيع الموريتاني التي رعتها أسبانيا وقتها، ووقع وزيرا خارجية إسرائيل وموريتانيا اتفاقية بهذا الخصوص في مدريد ، وافتتح الجانبان سنة 1996 مكاتب لرعاية المصالح بينهما ، وفوجئ الموريتانيون والعالم بافتتاحها دون مقدمات ظاهرة ، وبدأت العلاقات الرسمية في شهر أكتوبر 1999 .

 

 
  الناهة بنت مكناس وزيرة الخارجية الموريتانية    
ويؤكد هؤلاء المحللون أن علاقة إسرائيل بموريتانيا كانت لن تفيد إسرائيل عسكريا ولا سياسيا، فقد رضيت إسرائيل من القيادة الموريتانية القيام بدور "محامي الشيطان" ، فكلما اشتد الحصار الدبلوماسي على إسرائيل بسبب فظائعها المتكررة ، بادرت القيادة الموريتانية إلى النجدة في محاولة رمزية لكسر الطوق الدبلوماسي عنها ، وقد تكررت هذه الظاهرة أكثر من مرة ، ومنها : زيارة رئيس الوزراء الموريتاني لإسرائيل فور نجاح بنيامين نتنياهو في انتخابات الحكومة الإسرائيلية ووسط موجة السخط العربي على ذلك النجاح ، وزيارة وزير الخارجية الموريتاني لإسرائيل في أوج الانتفاضة الأخيرة وغزو المدن الفلسطينية بعد قرار الدول العربية المطبعة تجميد الاتصالات بالدولة العبرية ، وأخيرا لقاء الرئيس الموريتاني مع شيمون بيريز، وهو اللقاء الذي جاء متزامنا مع إعلان "شارون" إلغاء كل الاتفاقات مع الفلسطينيين بما فيها اتفاقات أوسلو.

 

ورغم كل هذه الظروف فإذا كانت دولة فقيرة مثل موريتانيا قادرة على اتخاذ قرار كبير كهذا، فان بقية شعوب الأمة إلا تستطيع اتخاذ قرارات مماثلة لنصرة إخوانهم في فلسطين ؟ أم أن لغة المصالح هي التي تحكم العلاقة مع إسرائيل ؟

 

نقطة ضعف

 

وحول هذا يري الدكتور عماد جاد الخبير بمركز "الأهرام" للدراسات الاستراتيجية فى مصر  أن العلاقات الموريتانية الإسرائيلية جاءت في "ظروف غامضة حيث لم تبدأ القيادة الموريتانية كما فعلت بعض الدول العربية بعد مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو ØŒ بل جاءت الخطوات الموريتانية في أسوأ وقت للقضية الفلسطينية، وفي ظل أسوأ حكومة يمينية وبالتالي لم يكن غريبا أن تنتهي هذه العلاقات فجأة أيضا".

 

ويضيف أن موريتانيا بدأت مسيرتها في "التودد إلى إسرائيل في وقت كانت فيه العلاقات بين إسرائيل والدول العربية تسوء يوما بعد يوم ، إضافة إلى الواقع الفلسطيني المأساوي ، فكانت الخطوات الموريتانية معاكسة لكل تفكير منطقي ينظر إلى عموم الوضع الفلسطيني والعربي في مجمله".

 

ويشير إلي صعوبة انتهاج الدول العربية الاخري نهج موريتانيا حيث أن لموريتانيا ظروفها الخاصة فهي كانت تريد حلفاء بدلاء عن فرنسا وقت أقامت العلاقات معهم وإسرائيل كانت تريد حلفاء جدد بأي شكل ، وعندما انتهت مصلحة موريتانيا أنهت العلاقات خاصة وان هذه العلاقات كانت نقطة ضعف لدي الرئيس الحالي واعتبارها وسيلة ضغط من قبل المعارضة .

 

 
  د.عماد جاد    
ويوضح أن الدول العربية "تفكر ألف مرة قبل أن تتخذ أي قرار ضد إسرائيل فهي تخشي أولا أمريكا الحليف الأول لإسرائيل ، وتنظر للأمر من مبدأ المصلحة ، إضافة إلي سعيها الدائم إلي إقامة العلاقات معها وفي مقدمتها الاقتصادية" .

 

علاقات مع كيان متوحش

 

بدوره ، يري الدكتور عبدالله الاشعل استاذ العلوم السياسية أن قطع العلاقات مع إسرائيل هو "الخطوة الواجبة على جميع الدول العربية في هذه الفترة التي توحش فيها الاحتلال الإسرائيلي ولم يعد يهاب أي شيء فهو يزهق الأرواح ويدمر المقدسات".

 

ويضيف أن الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية ومنها علاقاتهم مع إسرائيل يدور حول خياران ØŒ الأول :استمرار المخطط الصهيوني والسقوط العربي رغم المقاومة الفلسطينية لهذا المخطط ،على أساس أن هذه المقاومة لا تتوفر لها عوامل الاستمرار وأن هذه الحكومات لا تتعاطف مع المقاومة رغم أنها تكرر في كل خطابها مركزية القضية الفلسطينية وقدسية الأقصى ولكن كل الشواهد تثبت انه كلام لا أكثر  .

 

ويشير إلي أن الخيار الثاني هو أن تؤمن الحكومات العربية أن المقاومة أولى بالمساندة وأنه هو الطريق الوحيد بعد أن فشل طريق التفاوض وشعرت الأمة بالاستخفاف والهوان من جانب إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة وأنها تشهد مسرحية هزلية بينهما ويعلم العالم العربي مدى الاتفاق الكامل بين الشريكين.

 

ويضيف قائلا ان خيار المقاومة يتطلب الكثير وأبرزها أن تعلن الحكومات العربية صراحة فشل خيار السلام واللجوء إلى خيار المقاومة كورقة سياسية مهمة، وتعود مرة أخرى إلى مقاطعة حازمة لإسرائيل.

 

ويري أن الحكومات العربية تتوجس من فكرة قطع العلاقات مع إسرائيل وتعتبرها بمثابة "البعبع" الذي تخشي حتى الحديث عنه ، وتعتبر الكلام عنه من باب الهرتلة من قبل الشعب ، مشيرا إلي أن هذه العلاقة تحكمها المصالح والخوف في نفس الوقت وهو ما يجعل اتخاذ نفس الموقف الموريتاني أمرا بعيدا في الوقت الحالي .

 

 
  السفير عبد الله الاشعل    
ويختتم الاشعل حديثه قائلا :"كيف نتحدث عن قطع علاقات ونحن نلهث وراءهم من اجل التطبيع ؟ ، كيف نتحدث عن ذلك ونحن نبي الجدار الفولاذي ؟ ".

 

قطع العلاقات يدمر إسرائيل

 

من جانبه ، يري المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض ورئيس نادي قضاة الإسكندرية سابقا أن "الوضع أصبح لا يطاق بأي حال من الأحوال فالعدو الصهيوني استباح دماء إخواننا ونحن نسعى بكل الطرق من اجل التطبيع معه ونحن نعلم جيدا أن كل هدفه هو تدميرنا" .

 

ويضيف أن العالم العربي "بضعف موقفه أمام الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، منح الفرص وخلقها أمامه حتى يصل إلى أهدافه، مطالبا الشعب بعدم السير خلف سياسة حكومته وأن يهب لنصرة المسجد الأقصى وكافة المقدسات الإسلامية في أي قطر كانت" .

 

ويشير إلي أن الأنظمة العربية والحكومات أصبحت "عاجزة نتيجة اختلال موازين القوى لديها لصالح العدو الذي ينتظر أي فرصة لتدميرنا ، مطالبا في الوقت نفسه بضرورة توحد الصف العربي بصفة عامة والصف الفلسطيني بصفة خاصة" .

 

وعن عواقب قطع العلاقات مع إسرائيل ، يقول إن مسالة قطع العلاقات بصفة جماعية مع إسرائيل من شانه أن "يدمر الكيان الصهيوني فهم يستفيدون من تفرقنا حتى في القرارات بشأنهم ، متسائلا أن استخدام النفط العربي كسلاح في حرب 1973 اثبت فعاليته بقوة فلماذا لا نستخدم وحدتنا كسلاح في وجهه الآن".